منتـــــدى نخــبة التـواصــل
منتـــــدى نخــبة التـواصــل يرحب بــــكــــــــــــــم
للتسجيل والمشاركة في المنتدى
اضغط زر التسجـيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتـــــدى نخــبة التـواصــل
منتـــــدى نخــبة التـواصــل يرحب بــــكــــــــــــــم
للتسجيل والمشاركة في المنتدى
اضغط زر التسجـيل
منتـــــدى نخــبة التـواصــل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأدب الجزائري : أهم أدبي جزائري ، ماذا تعرفه عنه؟؟؟؟

اذهب الى الأسفل

الأدب الجزائري : أهم أدبي جزائري ، ماذا تعرفه عنه؟؟؟؟ Empty الأدب الجزائري : أهم أدبي جزائري ، ماذا تعرفه عنه؟؟؟؟

مُساهمة من طرف tarek.boukriche الخميس 03 مارس 2011, 8:17 pm

---------------------------
--------------------
--------




¦..¨..|الٍٍسٍـٍـٍلامٍـٍ
عٍلٍيكٍـٍـٍمٍـٍ ورحٍـٍمٍـٍـٍ الٍلٍه ـٍـٍة وبٍـٍركٍـٍاٍتٍـٍهٍ¦..¨ـٍ..|..



... ₪ ₪ ... ●● ... ₪ ₪ ... ●● ... ₪ ₪ ... ●● ... ₪ ₪ ... ●● ... ₪ ₪ ...

•._.•`¯)
(¯`•._.•
(¯`•._)(¯`•._)
•._.•`¯)(¯`•._)(¯`•._.•






إخوتي أعضـــاء

منتـــــدى نخــبة التـواصــل



تحــــية إحترام و تقدير للجميع...أما بعـــد



****************


ألبير كامو


قبل أسابيع قليلة من إحياء الفرنسيين ذكرى رحيل ألبير كامو، لم يكتف الفرنسيون
بإعادة الكاتب وسيرته إلى الواجهة الأدبية عبر إعادة طبع نسخ جديدة لمؤلّفاته وصدور
كتب عن مساره، بل أثار كامو نقاشاً مثيراً للجدل في المشهد السياسي عندما اقترح
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، نقل رفات الكاتب
من مقبرة في جنوب فرنسا إلى «البانتيون» حيث يرقد عظماء الأمّة الفرنسية. إنها
الأمم الحيّة التي تحتفي بكتّابها، الأمم التي ترتفع بمبدعيها إلى مصافّ العظماء
لشدّة ولعها بالأدب والعلم والمعرفة. وقبل أن نذهب في جولتنا هذه مع ألبير كامو
الأديب والإنسان، وألبير كامو الذكرى، لا بد من الاشارة إلى أن يوم الرابع من كانون
الثاني (يناير) ١٩٦٠، كان يوماً حزيناً في فرنسا، فقد توفّي الكاتب الفرنسي ألبير
كامو في حادث سير عن عمر يناهز الـ٤٧ عاماً، مخلّفاً وراءه إرثاً فكريّاً ثميناً
وصورة «الكاتب الأسطورة» الذي أثرى بأعماله المشهد الأدبي الفرنسي والعالمي. ودخل
صاحب روايتي «الغريب» (١٩٤٢) و«الطاعون» (١٩٤٧) الشهيرتين، تاريخ الأدب والفكر من
بابه الواسع في العام ١٩٥٧، عندما أصبح ثاني كاتب من جيل الشباب يدوّن اسمه على
لائحة جائزة نوبل للآداب.

المشاهد السياسي ـ


> في الذكرى الخمسينيّة لرحيل الكاتب ألبير
كامو، أثار اقتراح الرئيس الفرنسي ساركوزي نقل رفات الكاتب الى «البانتيون» حيث
يرقد عظماء الأمّة الفرنسية، معارضة شديدة من عائلة الكاتب، حيث اعتبر نجله جان
كامو المبادرة بـ«المناورة» لأغراض سياسية، حسب ما أوردته جريدة «لوموند». ولم
يتردّد كثيرون في الأوساط السياسية والاعلامية الفرنسية بإثارة تساؤلات وتعليقات
حول مبادرة ساركوزي. فقد تساءل بعضهم عما إذا كان الرئيس الفرنسي ينوي من خلال
مشروعه الاهتمام بـ«ثمرة فكرية»، من صنع «المدرسة الجمهورية» الفرنسية المفتوحة
لجميع الفرنسيين بمختلف شرائحهم الاجتماعية. فيما تساءل آخرون عما إذا كان الأمر
يتعلق بمبادرة جديدة لــ«الانفتاح على اليسار»، في إشارة إلى إشراك ساركوزي شخصيّات
من «الحزب الاشتراكي» المعارض منذ انتخابه في ربيع العام ٢٠٠٧ رئيساً للدولة.

والمثير في الأمر أن الكاتب والصحافي ألبير كامو،
المعروف بتوجّهاته اليسارية وتعاطفه مع الأحزاب الحاملة رايات اليسار، سبق له في
العديد من المرّات أن أثار زوابع سياسية باعتماد مواقف مغايرة لخطابات عائلته
السياسية.



كامو والبانتيون

الكاتب الفرنسي وأستاذ العلوم السياسية ألان جرار،
اعتبر أن المسألة كلّها تكمن في رغبة السياسيين في توظيف صورة ألبير كامو وسمعته
السياسية الكبيرة جداً فيصالحهم، خصوصاً على ضوء النقاشات والانشغالات الراهنة،
سواء تعلّق الأمر بالأخلاق أو بأمور أخرى. بينما يرى الكاتب أوليفييه تود، كاتب
سيرة كامو، أن صاحب جائزة نوبل للآداب للعام ١٩٥٧ لم يكن رجل أوسمة وتشريفات، وأضاف
قائلاً إن اقتراح ساركوزي بإدخاله إلى «البانتيون» لا يتماشى مع طبيعة حياة الفقيد
ومضمون رواياته الأدبية والمسرحية.

ويذكّر أوليفييه تود بقصة حدثت في نهاية الحرب
العالمية الثانية، عندما اتصل أحدهم بألبير كامو لاقتراح اسمه لتكريم عمله الصحافي
في جريدة «كومبا» (كفاح) فردّ عليه الكاتب بسخرية: «كنا حمقى وها نحن اليوم مع هذا
الاقتراح حمقى متوّجون».

وأخيراً قالت ابنته كاترين كامو لوكالة الصحافة
الفرنسية، محاولة تفسير الشغف والاعجاب اللذين لا يزال يثيرهما رغم مرور ٥٠ عاماً
على وفاته: «كان يقول إنه يريد أن يكون صوت الذين لا صوت لهم أو صوت المضطهدين».
وكاترين التي تدير نتاج والدها منذ ثلاثين عاماً تجعل الرئيس نيكولا ساركوزي في
حالة انتظار منذ أسابيع. فالرئيس الفرنسي يرغب في أن تنقل رفات الكاتب من مقبرة
لورماران في منطقة بروفانس إلى البانتيون حيث يرقد عدد من عظماء الأدب الفرنسي
أمثال فيكتور هوغو وجان جاك روسو وإميل زولا.

وقد أبدت كاترين كامو «تردّداً» في هذا الخصوص، بيد
أنها لم ترفض فكرة رئيس البلاد خلافاً لشقيقها جان كامو. أما المعارضة اليسارية
والكثير من المثقّفين فيستنكرون الأمر، معتبرين أنه محاولة استغلال سياسي، لشخصية
يسارية ذات جذور طبقية فقيرة، بل معدمة، من أبناء المستعمرات، فقد قتل والده في
الحرب العالمية الأولى في تشرين الأول (أكتوبر) ١٩١٤.

وكانت والدته عاملة تنظيفات أمّيّة. وشبّ كامو تحت
شمس العاصمة الجزائرية. وظل وفيّاً لجذوره الطبقية الفقيرة، وعندما ألقى خطابه لدى
تسلّمه «نوبل» أهدى كامو كلمته لمعلّمه الأول في الجزائر.

ويشدّد أوليفييه تود على أن «كامو امتلك اللغة
الفرنسية في المدرسة الثانوية، ولم تعط له كما أعطيت لشقيقه اللدود جان بول سارتر
الذي ينتمي إلى الطبقة البورجوازية».



كامو الجزائري

ولد كاتب رواية «الغريب» في العام ١٩١٣ في ضاحية
مدينة عنّابة الجزائرية على الحدود الشرقية، وترعرع في حي «بلكور» الشعبي في
الجزائر العاصمة وسط محيط اجتماعي متواضع. وقد أظهر في بداية مساره الدراسي مؤهّلات
ومواهب في مجال الآداب، الأمر الذي دفع بمدرّسه لويس جرمان إلى تشجيعه على الاجتهاد
ومواصلة مشواره الدراسي.

وفي مطلع الأربعينيات، استقرّ كامو في باريس حيث
انطلق في كتابة ثلاثة أعمال فلسفية حول حياة الإنسان وأوضاعه في العالم الراهن.

وفي العام ١٩٤٣، انخرط الكاتب الواعد في صفوف
المقاومة الفرنسية ضد النازية، وأخذ على عاتقه إدارة صحيفة «كومبا» التي كانت تعمل
خفية وسرّاً، وتميّزت ضمن الصحف القليلة التي ندّدت باستعمال الولايات المتحدة
القنبلة النووية ضد اليابان في آب (أغسطس) ١٩٤٥.

ومع انتهاء الحرب، واصل الكاتب نضاله على الجبهة
السياسية باعتماد مواقف حازمة علّقت عليها الصحافة والرأي العام. ومن بين المواقف
التي طبعت صفحات الجرائد، تنديد ألبير كامو اليساري بتصلّب نظام الاتحاد السوفياتي
السياسي وتوجّهاته نحو الشمولية والدكتاتورية، وهو الموقف الذي تسبّب في نشوب نزاع
لافت للانتباه مع صديقه ورفيق دربه الكاتب والفيلسوف جان بول سارتر.

وفي العام ١٩٥٧، في أوج حرب الجزائر، توّج ألبير
كامو بجائزة نوبل للآداب، منتزعاً بذلك اعتراف العائلة الأدبية الدولية لمجمل
أعماله. وقد سلّطت روايات ومسرحيات ومقالات الكاتب الأضواء على المشاكل التي تؤثّر
في «ضمير الإنسان». ولم يفوّت الكاتب فرصة تتويجه بعروس الجوائز الأدبية للتنويه
بالاشادة بدور مدرّسه الذي حثّه على شق مساره الدراسي نحو التألّق والاجتهاد على
جبهة الآداب.

رغم مرور خمسين عاماً على وفاته، لا يزال ألبير
كامو من كبار أسماء الأدب الفرنسي، بسبب حبّه للعدالة ومسيرته الفريدة التي قادته
من الأحياء الشعبية للجزائر العاصمة إلى الفوز بجائزة نوبل للآداب وهو في سن
الرابعة والأربعين فقط. ولا يزال الاهتمام كبيراً بشخصية كامو وأعماله، حيث يريد
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تكريمه رسمياً بنقل رفاته إلى البانتيون صرح
«العظماء» في باريس.

مع حوالى سبعة ملايين نسخة مبيعة، حقّقت رواية
«الغريب»، أول رواية لألبير كامو التي نشرت في العام ١٩٤٢، أكثر كتب الجيب مبيعاً
في فرنسا.

وروايات كامو الفيلسوف غير المعقّد، تلقي نظرة
إنسانية على العالم تطالبه بمزيد من العدالة والحرّيّة.



سيزيف اليساري

في العام ١٩٤٢، حين كان يقيم في باريس ويكتب في صحف
المقاومة السرّيّة ضد النازية، أصدر في «أسطورة سيزيف» وهي محاولة أدبية عرض فيها
مفهومه للعبثيّة: الإنسان يبحث عن ترابط لا يجده في تقدّم العالم. وكتب يقول «إن
أحد المواقف الفلسفية القليلة المتماسكة يتمثّل في التمرّد». بيد أن كامو طرح كذلك
مسألة الوسائل رافضاً مفهوم «الغاية تبرّر الوسيلة».

فقد كان كما أسلفنا يسارياً ملتزماً، رغم أنه أدان
التوتاليتارية السوفياتية في «الرجل المتمرّد» (١٩٥١) واختلف مع جان بول سارتر.

وطوال هذه السنوات بقي كامو رجلاً وحيداً وقد زادت
حرب الجزائر في عزلته، وهو الرجل المتوسطي المسالم الذي كانت والدته لا تزال تعيش
في حي شعبي في العاصمة الجزائرية. نداؤه إلى «الهدنة من أجل المدنيين» الذي أطلقه
في كانون الثاني (يناير) ١٩٥٦ أبعده عن أوساط اليسار التي كانت تدعم النضال من أجل
استقلال الجزائر.

لدى وفاته كان يعمل على كتابة رواية مستوحاة من
سيرته الذاتية بعنوان «الرجل الأول»، وقد نشرت بعد وفاته في العام ١٩٩٤.

هل يجب نقل رفات ألبير كامو إلى مقبرة العظماء في
باريس؟ هذا السؤال لم يتداوله الفرنسيون فحسب، فقد شاركهم فيه الكتّاب والصحافيون
المغاربة الفرنسيون، فالروائي محمد المزديوي المقيم في باريس كتب يقول: ليست هذه
أول مرة يحاول فيها الرئيس ساركوزي استعادة شعبيته واختراق الناخبين اليساريين، من
خلال «الاستيلاء» أو «إعادة تملّك» تراث شخصية يسارية، فقد سبق أن فرض على التلاميذ
قراءة نص الرسالة المؤثّرة جداً التي أرسلها «غي موكي»، وهو مناضل فرنسي شيوعي شاب،
إلى أمّه قبل أن تشنقه النازية في سن السابعة عشرة. وهو ما جعل اليساريين ـ خصوصاً
الحزب الشيوعي الفرنسي ـ يستهجنون الأمر، في حين أن مبرّر الرئيس هو أن كلّ شهداء
الأمّة ملك لكل الأمّة.

كما أنه تملّك كثيرين آخرين من بينهم «جان جوريس»
الزعيم الاشتراكي. وقال في خطاب إلى أعضاء حزبه الحاكم في تاريخ ١٤ كانون (الثاني)
يناير من سنة ٢٠٠٧: لماذا لا يريد اليسار أن يستمع إلى صوت جان جوريس؟

بالفعل أسقط في أيدي اليسار، فساركوزي لن يتورّع عن
الاستنجاد بأي وسيلة تمكّنه من البقاء في السلطة وفي موقع الحدث الاعلامي، ولعل خير
دليل على ذلك هو هذا الحجم من الشخصيات اليسارية التي استدرجها إلى سلطته من أجل
خلط الأوراق وتخريب اليسار، والذروة وصلت مع توزير شخص من عائلة ميتران نفسه
(فريدريك ميتران وزير الثقافة). والقائمة قد تطول، فالعديد من اليساريين تلقّوا
رسائل من الإليزيه لمعرفة درجة استعدادهم لدخول الحكومة.

ويبدو أن عمليات إعادة التملّك طاولت هذه المرة، أو
تريد أن تطاول الكاتب والروائي الفرنسي ألبير كامو. ولعل «الغزل» بين ساركوزي وبين
كامو، إن جاز القول، تم التعبير عنه بصراحة في خطاب الرئيس سالف الذكر، حين عبّر عن
امتعاضه من كون اليسار كان دائماً يفضّـل جان بول سارتر الفيلسوف «الملتزم» على
كامو «المتردّد». يقول ساركوزي: «لماذا لم ينصت اليسار إلى صوت كامو؟ إنه لم ينصت
إلا لسارتر ويديه القذرتين، وهما توافقان على الاغتيال السياسي والديكتاتورية
للوصول إلى أهدافه».

من مكرمات شيراك أنه أدخل رفات الروائي الكبير إميل
زولا وكذلك مالرو إلى مقبرة العظماء. فما المانع بالنسبة الى الرئيس ساركوزي من فعل
الشيء ذاته مع ألبير كامو؟

ويصف محمد المزديوي الجدل حول الموضوع بأنه متشعّب
ويتعلق بالاستغلال السياسي للحدث وأهميّة هذا الكاتب مقارنة مع كتّاب آخرين، وغيرها
من التساؤلات.



استهجان يساري


وليستدلّ على استهجان الفرنسيين الأحرار لفكرة
استغلال كامو من قبل ساركوزي، يستشهد الكاتب المزديوي برأي المفكّر آلان فينكلكروت
الذي رأى أن من الأفضل ترك كامو هادئاً في مقبرته تحت شمس قرية «لورمرين».. وفي رأي
الفيلسوف ميشيل أونفراي، والذي كتب منذ فترة مبكرة عن تفضيله لكامو على سارتر،
خلافاً لأغلبية المثقّفين الفرنسيين ـ منطلقاً من مسلمة كون ساركوزي لا يحمل في
قلبه حبّاً للمثقّفين ـ فيتعجّب من فكرة نقل رفات هذا الداعية إلى الحرّيّة المطلقة
إلى مقبرة في قلب باريس.

ويرى المزديوي إنه مهما سارت إليه الأحداث، سواء
قبلت العائلة في نهاية المطاف السماح للدولة بإلحاقه بمقبرة العظماء «الذين تظل
الدولة مدينة لهم» أم رفضت، فإن ألبير كامو وكتاباته ورواياته هي الرابح الأكبر.
وهو ما يعني عودة الاهتمام بتراث الرجل وإعادة اكتشافه على ضوء الواقع الحالي (زمن
انهيار اليقينيّات)، ومنحه مكانة لائقة به كان الراحل سارتر قد سلبها منه، أو جزءاً
منها على الأقلّ.

أما عربياً ـ وجزائرياً بشكل أخصّ ـ فيمكن استعادة
ألبير كامو ومحاولة فهم الأسباب التي جعلت موقفه ملتبساً من استقلال الجزائر، إن لم
يكن رافضاً، رغم كونه «متمرّداً»، على خلاف «حملة الحقائب» الذين دعموا الثورة
الجزائرية وعلى رأسهم جان بول سارتر.

وإذا كان بين المغاربة والجزائريين من يرى إلى
مواقف كامو السياسية باعتبارها «غير مشرّفة»، فثمّة رأي آخر يعتبر أصحابه أن كامو
كان مثقّفاً مستقلاً حقّاً ومدافعاً عن المظلومين والمحرومين حيثما يكونون.

الشاعر المغربي المقيم في باريس عبد الإله الصالحي
يطلّ على كامو من زوايا أخرى، فيرصد كيف أن أتراب صاحب «أسطورة سيزيف» من كبار
كتّاب اليسار، وصفوه بالفيلسوف الهاوي، واعتبروا كتاباته ذات النّفَس الكلاسيكي
«تعليمية». يومها، ردّ كامو: «لا أعرف لماذا يصرّ الكتّاب التقدّميّون على أنّ
الأسلوب الكلاسيكي حكر على أدباء اليمين، فيما الكاتب اليساري محكوم عليه، لأسباب
ثوريّة، أن يكتب بلغة الرعاع أو بالعاميّة». هكذا هاجمه الشيوعيون لأسباب
أيديولوجية بعد إدانته انزلاقات الثورة البولشفية، وانتقاده صمت مثقّفي اليسار عن
جرائم الأنظمة الشيوعية...

أمّا علاقته بسارتر التي بدأت قويّة، فانتهت بسجال
حادّ بعدما أصدر كامو «المتمرّد». لكنّ أبا الوجوديّة الحديثة، عاد وخصّ صديقه
اللدود بمقال تأبيني مؤثّر في العام ١٩٦٠، قال فيه إنّ صاحب فلسفة العبث «مغامرة
فريدة ومنفردة» وإن «إنسانيّته العنيدة والطاهرة كانت تخوض معركة شرسة ضد أحداث
العصر المؤلمة».

في «دفاتر ألبير كامو» (نشرتها «دار غاليمار» في
ثمانية أجزاء بين ١٩٧١ و٢٠٠٣)، نقرأ بانوراما لمسار الكاتب المتحوّل، منذ تجاربه
الصحافية الأولى في الجزائر حتى مقاله الأخير. الجزء الأخير من تلك الدفاتر يشمل
افتتاحيات كامو في صحيفة «كومبا» لسان حال المقاومة الفرنسية (رأس تحريرها بين عامي
١٩٤٤ و١٩٤٩). هنا نقرأ إقراره بضرورة العنف في مقاومة الاحتلال النازي، ورفضه
لـ«عالم يرتكز فيه كلّ طرف على جرائم الآخر كي يتمادى في استعمال القوّة». وإذا
كانت محاكمة مجرمي الحرب ضرورية لتحقيق العدالة، فهو لم يرد تحويلها إلى عملية
انتقامية تجعل من الضحايا جلاّدين جدداً. رؤيته الرافضة لمبدأ العنف ترتكز على
مفهومي الحرّيّة والعدالة اللذين درسهما كامو في سياق المد التحرّري الذي تغلب عليه
الحماسة والعاطفة والنشوة الثوريّة. هكذا جاهد من منطلق أخلاقي وإنساني، في الدعوة
إلى استشراف حلول جديدة لمعضلات العصر، لكنّه دفع الثمن غالياً في مرحلة فرنسية
رازحة آنذاك، تحت عبء الأدلجة والتعصّب.

كتب صاحب «السقطة» في العام ١٩٤٦: «نعيش في عالم
مجرّد، عالم الآلات والأفكار القطعيّة والأحكام المطلقة التي لا تفسح في المجال
للاختلاف». كلمات ما زالت تشعّ براهنيّتها، ما يفسّر ربما الاقبال الدائم على
أعماله، مقابل غياب مفكّرين على قدر تحدّيات العصر.



تناقضات طوباوية

لكنّ الكاتب الذي بلور نظريّة العبث وجد نفسه
غارقاً في تناقض عبثي خلال حرب التحرير الجزائريّة... منذ تحقيقاته الميدانية
وتسليطه الضوء على معاناة الجزائريين. وفي الوقت نفسه، كان يعتقد بأن الجزائريين
والفرنسيين يستطيعون العيش في وئام على الأرض نفسها، شرط توافر العدالة الاجتماعية
والسياسية ضمن المبادئ الجمهورية. لكنّ قناعته الطوباويّة لم تتحقّق أمام واقع
استعماري بنى نفسه على قهر الجزائريين. وتبقى هفوة كامو الأساسية تتمثّل في عدم
استيعابه للصعود الحتمي للتيار الوطني الجزائري. لقد وضع نفسه بين نارين: كان ضد
القمع الفرنسي بقدر ما كان ضد عنف الثورة، ما جعل الطرفين يتّفقان على نعته
بالخيانة. هكذا، بقي يتعثّر بينهما، غريباً ومنفيّاً أبديّاً، رافعاً شعار الأخلاق
ضد العنف مهما كان مصدره. ولعلّ الصحافي الجزائري مصطفى شلفي كان موفّقاً في
التقاطه تلك المفارقة، حين عنون أحد مقالاته في الثمانينيات: «كامو الغريب وألبير
الجزائري». ذلك أن أي قارئ عربي لأعمال كامو ينتابه إحساس بغبن محرج، فهو أمام فضاء
كلّه جزائر حسيّة لاهبة، مثل شمسها الكسولة وغبارها التراجيدي، لكن الشخصيات فرنسية
حتى النخاع، غريبة ومنسلخة عن فضاء الرواية.

هكذا سجّل كاتب ياسين أنّ رواية «الطاعون» التي
تدور وقائعها في وهران لا أثر فيها بالمطلق للجزائريين، ورأى إدوارد سعيد في
«الثقافة والإمبريالية» انعكاساً لثقافة إمبريالية تقصي الفرد الجزائري وتجتثّه من ترابه.


----------------------
الأدب الجزائري : أهم أدبي جزائري ، ماذا تعرفه عنه؟؟؟؟ 612




[center]
اتمنى ان يكون هذا الموضوع قد نال اعجابكمـ

في امل اللقاء في مواضيع حصرية

جديدة تقبلو تحياتـ صاحب الموضوع

tarek.boukriche
--------------------







جميع الحقوق محفوضة لـ -tarek.boukriche- ® نخبة التواصل |أدباء و شعراء و شخصيات |



------------------------------------------
--------------------
---
-------------------------
-----
-



و في الأخير أرجو أن لا تنسونا بفاضل دعائكم
------------------------
---
--
-
tarek.boukriche
tarek.boukriche
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى

عدد المساهمات : 140
تاريخ التسجيل : 14/02/2011
العمر : 30

https://mati-ahcen.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى