مأزق الحمارين
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مأزق الحمارين
وقف الحمار فوق صخرة عالية ونهق بأقوى ما يستطيع..
ثمّ سأل نفسه : لماذا فعلت ذلك ؟ وأجابها بمرح: إنّها
نزوة ..مجرّد نزوة..سأنزل حالاً للالتحاق بالقطيع والتحدّث
عن المغامرة ..وفي تلك الأثناءأفاق زعيم الذئاب وسأل:
لماذا يصرخ هذا الغبي هكذا؟ لقد أفسد عليّ أجمل حلم
رأيته منذ أسبوع ..قالت أنثاه : لا أعلم ..ربّما فقد
عقله ؟؟قال الزعيم: ربّما أصبح لحمه أطيب لأنّ
العقول تفسد لحوم أصحابها ..وهنا تدخّل المستشار
الخاص قائلاً :لا تقلق من هذه الناحية يا سيّدي فما
تفضلتما بذكره غير موجود أصلاً ..قال الزعيم : هل يحقّ لي
مقاضاته بجرم الإزعاج ..قال المستشار : إنّه وحده
على صخرة وهذا خرق واضح للقانون ..ولك الحق
في افتراسه دون عواء أو زمجرة ..ثمّ إنّه نهق قبل
بدء فترة السماح بالإعلان والدعاية بدقيقة كاملة ..هذا
إذا كان قد استخرج رخصة بذلك ..وأهمّ من ذلك كلّه
يا سيّدي هو أنّه ضعيف البنية ويسير في مكان مكشوف ..
و نصيحتي لكم يا صاحب السعادة أن توجّهوا كلمة
إذاعيّة لقطيع الحمير تشرحون فيها مخالفاته ..سجّل الزعيم
خطاباً وأوصى ببثّه في أقرب وقت ممكن وانطلق مع أنثاه
لاصطياد الحمار..أمّا قطيع الحمير فقط انقسم إلى جماعات
راحت تتحاور وتتشاور ..فقالت جماعة قريبة من موقع
الصخرة : لماذا نهق هذا الضالّ دون أن يلوّح بذيله ..هذا خرق
للعادة وخروج عن المألوف ..فلتلعنه أكلة الأعشاب ولتنهشه
الذئاب بالأنياب ..وجماعة أخرى أكثر بعداًعن المكان
راحت تتهامس قائلة: هل صحيح أنّ واحداً منّا لعن الساعة
التي ولد فيها حماراً؟ يقال إنّه هو ذلك الشبح المنتصب على
تلك التلّة وقد تحوّل إلى حجر أسود منخور ..
أمّا جماعة أخرى فقالت : هل سمعتم يا بني حمرنة ؟ يقال
إن واحداً منّا قد تعلّم السحر والشعوذة وراح يكتب الطلاسم
لأتان عوراء فلحقت به من مكان لاخر وهما يخالفان كل
شارات المرور ويقتحمان كل سياج ..فلنعلنها براءة منهما ..
ولنشنّع عليهما بكلّ قول ..حتى يرجعا للصواب ..
أو يضلّا في الشعاب ويسقطا من شاهق في ضباب..
وتقاسمت الأيمان جماعة أخرى قائلة : لقد ظهر حمار
في أطراف الغابة قادر على صرع أيّ مفترس بنهقة
من مقطعين لا يعرف لحنها غيره ..وبلعقة من لسانه
يجعل وبر الحمير كشعر الخيول ..يا له من مفخرة ..
لا بد من السير إليه لتتويجه رائداً للحمير ..وإعلانه
راعياً للقطيع الكبير..ثمّ نهض واحد من هذه الجماعة
وراح يرتجل نشيد أمل قائلاً:
تحت النور يضيق المشهد
احشرني في ثقب أسود
في أعماق فضاء رحب
يتمدّد أبداًً يتمدّد
نحن قطيع الحمر الأرقى
وسوانا منحطّاً يولد
فلنزحف جمعاً وفرادى
لنتوّج رائدنا الأوحد
وأنا لاتنسوا تكريمي
إذ أنّي أوّل من أنشد
وعندما فرغ من هذا البيت
الذي وجده رائعاً ..شعر
قليلاً بالخجل والتواضع ..
ثمّ لم يتمالك نفسه فوثب
في الهواء وثبة فرح وابتهاج
ورفس في الهواء رفسة
مزدوجة.. ثم وقف يتأمّل
بدهشة الصمت الذي ساد
فجأة....ورنا إلى حجم
الفراغ المجهول من حوله ..
وقلبه ينبض بعنف ..
ثمّ سأل نفسه : لماذا فعلت ذلك ؟ وأجابها بمرح: إنّها
نزوة ..مجرّد نزوة..سأنزل حالاً للالتحاق بالقطيع والتحدّث
عن المغامرة ..وفي تلك الأثناءأفاق زعيم الذئاب وسأل:
لماذا يصرخ هذا الغبي هكذا؟ لقد أفسد عليّ أجمل حلم
رأيته منذ أسبوع ..قالت أنثاه : لا أعلم ..ربّما فقد
عقله ؟؟قال الزعيم: ربّما أصبح لحمه أطيب لأنّ
العقول تفسد لحوم أصحابها ..وهنا تدخّل المستشار
الخاص قائلاً :لا تقلق من هذه الناحية يا سيّدي فما
تفضلتما بذكره غير موجود أصلاً ..قال الزعيم : هل يحقّ لي
مقاضاته بجرم الإزعاج ..قال المستشار : إنّه وحده
على صخرة وهذا خرق واضح للقانون ..ولك الحق
في افتراسه دون عواء أو زمجرة ..ثمّ إنّه نهق قبل
بدء فترة السماح بالإعلان والدعاية بدقيقة كاملة ..هذا
إذا كان قد استخرج رخصة بذلك ..وأهمّ من ذلك كلّه
يا سيّدي هو أنّه ضعيف البنية ويسير في مكان مكشوف ..
و نصيحتي لكم يا صاحب السعادة أن توجّهوا كلمة
إذاعيّة لقطيع الحمير تشرحون فيها مخالفاته ..سجّل الزعيم
خطاباً وأوصى ببثّه في أقرب وقت ممكن وانطلق مع أنثاه
لاصطياد الحمار..أمّا قطيع الحمير فقط انقسم إلى جماعات
راحت تتحاور وتتشاور ..فقالت جماعة قريبة من موقع
الصخرة : لماذا نهق هذا الضالّ دون أن يلوّح بذيله ..هذا خرق
للعادة وخروج عن المألوف ..فلتلعنه أكلة الأعشاب ولتنهشه
الذئاب بالأنياب ..وجماعة أخرى أكثر بعداًعن المكان
راحت تتهامس قائلة: هل صحيح أنّ واحداً منّا لعن الساعة
التي ولد فيها حماراً؟ يقال إنّه هو ذلك الشبح المنتصب على
تلك التلّة وقد تحوّل إلى حجر أسود منخور ..
أمّا جماعة أخرى فقالت : هل سمعتم يا بني حمرنة ؟ يقال
إن واحداً منّا قد تعلّم السحر والشعوذة وراح يكتب الطلاسم
لأتان عوراء فلحقت به من مكان لاخر وهما يخالفان كل
شارات المرور ويقتحمان كل سياج ..فلنعلنها براءة منهما ..
ولنشنّع عليهما بكلّ قول ..حتى يرجعا للصواب ..
أو يضلّا في الشعاب ويسقطا من شاهق في ضباب..
وتقاسمت الأيمان جماعة أخرى قائلة : لقد ظهر حمار
في أطراف الغابة قادر على صرع أيّ مفترس بنهقة
من مقطعين لا يعرف لحنها غيره ..وبلعقة من لسانه
يجعل وبر الحمير كشعر الخيول ..يا له من مفخرة ..
لا بد من السير إليه لتتويجه رائداً للحمير ..وإعلانه
راعياً للقطيع الكبير..ثمّ نهض واحد من هذه الجماعة
وراح يرتجل نشيد أمل قائلاً:
تحت النور يضيق المشهد
احشرني في ثقب أسود
في أعماق فضاء رحب
يتمدّد أبداًً يتمدّد
نحن قطيع الحمر الأرقى
وسوانا منحطّاً يولد
فلنزحف جمعاً وفرادى
لنتوّج رائدنا الأوحد
وأنا لاتنسوا تكريمي
إذ أنّي أوّل من أنشد
وعندما فرغ من هذا البيت
الذي وجده رائعاً ..شعر
قليلاً بالخجل والتواضع ..
ثمّ لم يتمالك نفسه فوثب
في الهواء وثبة فرح وابتهاج
ورفس في الهواء رفسة
مزدوجة.. ثم وقف يتأمّل
بدهشة الصمت الذي ساد
فجأة....ورنا إلى حجم
الفراغ المجهول من حوله ..
وقلبه ينبض بعنف ..
usma6fcb5- مشرف عام
- عدد المساهمات : 110
تاريخ التسجيل : 25/02/2011
العمر : 31
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى