مــــــوســـى وتهمـة الإرهاب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مــــــوســـى وتهمـة الإرهاب
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه .
جلست الحاجة فاطمة كعادتها كل مساء تغزل كومة من الصوف لصنع لباس يقي ابنها الصغير زمهرير الشتاء القادم لا محالة بعد أشهر قليلة وضوء القمر يتسلل إلى الغرفة من بين القضبان الحديدية للنافذة بينما ابنها موسى المدرس في السلك الإبتدائي جالس في غرفته يتصفح مجلة إسلامية محتسيا بين الفينة والأخرى كوبا من القهوة وقد اضناه ما بذله من جهد أثناء النهار في تلقين التلاميذ الصغار مبادئ اللغة العربية والعبادات والأخلاق وقد عرف عنه تفانيه في أداء واجبه التعليمي بالإضافة إلى أنه شخص محبوب مرح ذو لحية قصيرة مواظب على الصلاة في المسجد إلى درجة أنه لم يذكر أحد من سكان القرية أنه تغيب عن صلاة الفجر ، وساد سكون طويل البيت يقطعه بين الآونة والأخرى مواء قطة في المطبخ واستمر الحال على ذالك إلى أن سمع طرق شديد للباب أفزع كل من بالبيت فصاحت العجوز فاطمة من الطارق ؟
لاكنها لم تسمع جوابا بل إشتد الطرق فنهضت من مكانها متثاقلة وقد زادت دقات قلبها عن المألوف جراء خوف مبهم خالج صدرها واتجهت صوب الباب مرددة خيرا وسلاما إن شاء الله وفتحت الباب فإذا بها تلفي شخصين غليظين شديدين مكفهرا الوجه مقطبا الجبين وسمة الجد ترتسم على جبينهما ودونما تحية دلفا إلى الداخل والعجوز المسكينة واقفة مشدوهة لهول ما تراه وبصوت متحشرج تتجلى فيه نبرات الخوف بادرتهما بالسؤال ، من أنتما وعن من تسألان ؟
من نحن لا يعنيك ، موسى حاضر ؟
نعم
أين هو ؟
في غرفته
ثم أزاحاها من طريقهما ودخلا على موسى فألفياه مستلقيا والكرى مثقل جفنيه فاستقبلهما بابتسامة ملؤها الود والإخاء لاكنهما لم يعرا بشاشته اهتماما بل أمسكا يديه بعنف شديد وقيداهما وهو منذهل لهول ما حل به فحاول إستفسارهما عن هويتهما وعن سبب معاملته بتلك الطريقة لاكنهما لم يجيباه واكتفى أحدهما بقوله في مخفر الشرطة ستعرف كل شيئ ودفعا به تجاه سيارتهما السوداء ورميا به بوحشية في المقاعد الخلفية وانطلقا بسرعة مخيفة فلم تستطع الأم أن تتمالك نفسها فصرخت واسفاه على بني واكرباه على موسى وانتحبت وعيناها نتهمران بالدموع فسمعها الجيران فسألوها عن ما حدث فحكت لهما تفاصيل ما حدث بنبرة حزينة فكان لحديثها وقع عظيم في أنفسهم فما كان منهم إلا أن صبروها وواسوها وسألوا الله أن يفك أسره وذهبوا كل إلى حال سبيله وتركوها وحيدة تكابد الأسى ورجعت إلى بيتها مهمهمة بكلمات غير مفهومة وكأنها قد جنت ، وباتت تلك الليلة ولم يغمض لها جفن بل ظلت طوال الليل تعد الساعات منتظرة إنقشاع الدجى وبزوغ الشمس ـ
وفي الصباح اتجهت صوب أقرب مركز للامن وسألت عن إبنها وقلبها مرتجف مخافة سماع خبر مؤلم عن فلذة كبدها قد يذهب بما بقي لها من عقل فأجابوها بأن ابنها له صلة بما يسمى ( الإرهاب ) وستتم محاكمته يوم الخميس المقبل فنزل كلامهم على قلبها كقطعة ثلج وعادت إلى منزلها وهي تعد الأيام المتبقية لموعد محاكمته ـ
ومرت عليها تلك الإيام وكأنها شهور لا ترى إلا كاسفة البال حزينة لا تلوي على شيئ تمضي جل وقتها في الدعاء لولدها أن لا يمسه مكروه ، وفي صبيحة يوم الخميس بكرت إلى المحكمة وجلست في المقاعد الأمامية وقلبها يخفق بشدة حتى إنه ليخيل إليها أنه سيتوقف وبعد هنيهة أدخل ابنها مكبل اليدين والأم مصغية لأي كلمة سيُتفوه بها من هيئة القضاء وبعد سرد التهم الموجهة إليه نطق القاضي وقال : بعد التحقيق في التهم المنسوبة للمتهم تأكدت لنا برائته من جميع ما نسب إليه فهللت الأم فرحا وتنفست الصعداء وارتمت في أحضان ابنها وشكرت الله على نجاته وعادا إلى بيتهما مبتهجين وهي تحكي له قساوة تلك الأيام التي مرت عليها في غيابه ـ
أتمنى أن تنال إعجابكم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه .
جلست الحاجة فاطمة كعادتها كل مساء تغزل كومة من الصوف لصنع لباس يقي ابنها الصغير زمهرير الشتاء القادم لا محالة بعد أشهر قليلة وضوء القمر يتسلل إلى الغرفة من بين القضبان الحديدية للنافذة بينما ابنها موسى المدرس في السلك الإبتدائي جالس في غرفته يتصفح مجلة إسلامية محتسيا بين الفينة والأخرى كوبا من القهوة وقد اضناه ما بذله من جهد أثناء النهار في تلقين التلاميذ الصغار مبادئ اللغة العربية والعبادات والأخلاق وقد عرف عنه تفانيه في أداء واجبه التعليمي بالإضافة إلى أنه شخص محبوب مرح ذو لحية قصيرة مواظب على الصلاة في المسجد إلى درجة أنه لم يذكر أحد من سكان القرية أنه تغيب عن صلاة الفجر ، وساد سكون طويل البيت يقطعه بين الآونة والأخرى مواء قطة في المطبخ واستمر الحال على ذالك إلى أن سمع طرق شديد للباب أفزع كل من بالبيت فصاحت العجوز فاطمة من الطارق ؟
لاكنها لم تسمع جوابا بل إشتد الطرق فنهضت من مكانها متثاقلة وقد زادت دقات قلبها عن المألوف جراء خوف مبهم خالج صدرها واتجهت صوب الباب مرددة خيرا وسلاما إن شاء الله وفتحت الباب فإذا بها تلفي شخصين غليظين شديدين مكفهرا الوجه مقطبا الجبين وسمة الجد ترتسم على جبينهما ودونما تحية دلفا إلى الداخل والعجوز المسكينة واقفة مشدوهة لهول ما تراه وبصوت متحشرج تتجلى فيه نبرات الخوف بادرتهما بالسؤال ، من أنتما وعن من تسألان ؟
من نحن لا يعنيك ، موسى حاضر ؟
نعم
أين هو ؟
في غرفته
ثم أزاحاها من طريقهما ودخلا على موسى فألفياه مستلقيا والكرى مثقل جفنيه فاستقبلهما بابتسامة ملؤها الود والإخاء لاكنهما لم يعرا بشاشته اهتماما بل أمسكا يديه بعنف شديد وقيداهما وهو منذهل لهول ما حل به فحاول إستفسارهما عن هويتهما وعن سبب معاملته بتلك الطريقة لاكنهما لم يجيباه واكتفى أحدهما بقوله في مخفر الشرطة ستعرف كل شيئ ودفعا به تجاه سيارتهما السوداء ورميا به بوحشية في المقاعد الخلفية وانطلقا بسرعة مخيفة فلم تستطع الأم أن تتمالك نفسها فصرخت واسفاه على بني واكرباه على موسى وانتحبت وعيناها نتهمران بالدموع فسمعها الجيران فسألوها عن ما حدث فحكت لهما تفاصيل ما حدث بنبرة حزينة فكان لحديثها وقع عظيم في أنفسهم فما كان منهم إلا أن صبروها وواسوها وسألوا الله أن يفك أسره وذهبوا كل إلى حال سبيله وتركوها وحيدة تكابد الأسى ورجعت إلى بيتها مهمهمة بكلمات غير مفهومة وكأنها قد جنت ، وباتت تلك الليلة ولم يغمض لها جفن بل ظلت طوال الليل تعد الساعات منتظرة إنقشاع الدجى وبزوغ الشمس ـ
وفي الصباح اتجهت صوب أقرب مركز للامن وسألت عن إبنها وقلبها مرتجف مخافة سماع خبر مؤلم عن فلذة كبدها قد يذهب بما بقي لها من عقل فأجابوها بأن ابنها له صلة بما يسمى ( الإرهاب ) وستتم محاكمته يوم الخميس المقبل فنزل كلامهم على قلبها كقطعة ثلج وعادت إلى منزلها وهي تعد الأيام المتبقية لموعد محاكمته ـ
ومرت عليها تلك الإيام وكأنها شهور لا ترى إلا كاسفة البال حزينة لا تلوي على شيئ تمضي جل وقتها في الدعاء لولدها أن لا يمسه مكروه ، وفي صبيحة يوم الخميس بكرت إلى المحكمة وجلست في المقاعد الأمامية وقلبها يخفق بشدة حتى إنه ليخيل إليها أنه سيتوقف وبعد هنيهة أدخل ابنها مكبل اليدين والأم مصغية لأي كلمة سيُتفوه بها من هيئة القضاء وبعد سرد التهم الموجهة إليه نطق القاضي وقال : بعد التحقيق في التهم المنسوبة للمتهم تأكدت لنا برائته من جميع ما نسب إليه فهللت الأم فرحا وتنفست الصعداء وارتمت في أحضان ابنها وشكرت الله على نجاته وعادا إلى بيتهما مبتهجين وهي تحكي له قساوة تلك الأيام التي مرت عليها في غيابه ـ
أتمنى أن تنال إعجابكم
usma6fcb5- مشرف عام
- عدد المساهمات : 110
تاريخ التسجيل : 25/02/2011
العمر : 31
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى